قد يستعصي على المتتبع للتغيرات الحالية في المنطقة تحليل كل هذه الاحداث في صورة شاملة ودقيقة وإن كانت لها أسبابها و ظروفها الداعية اليها,وربما يرجع ذلك الى كثرة التعقيدات و التداخلات الحاصلة في هذا الاطار.ما يمكن الجزم به و تأكيده من خلال هذه الاحداث المتسارعة أنه لا مناص لنا من الوقوف مع الذات والقيام بدورنا في إجراء إصلاحات جديدة لمطالب نراها قديمة و الاستفادة من التغيرات بطريقة إيجابية تحفظ لنا المصلحة العليا للشعب و تقوم الخلل الحاصل في تطبيق المبادئ والقرارات.
يرى البعض أن الحديث عن الاصلاح في هذا الوقت بالذات انما هو تقليد او نتاج للتغيرات في المنطقة يراد تطبيقه في حالتنا هذا اذا اعتبرنا ان الثورات العربية في ذاتها مشروع اصلاحي , ولكن الحقيقة غير ذلك . إن مطلب الاصلاح ليس وليد الظرف الحالي إنما هو تغيير و تقويم من داخل النظام قضيته كانت مطروحة بالحاح قبل اندلاع الربيع العربي ولكن قد تختلف مطالب الاصلاح حسب أولويات كل شعب وواقعه . في حالتنا نحن و المعروف أننا نقود حرب ضد نظام يزداد قوة و حلفاء كل يوم محتوم علينا الدفع بعجلة الاصلاح لتحقيق امالنا التى طال امدها كما هو مفروض علينا التعامل مع هذا الظرف بوضع استراتيجيات جديدة في إطار الجبهة الشعبية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الصحراوي بحيث تضع في الحسبان الوعي والتكوين الثقافي للقاعدة الشعبية لتضمن للمواطن حقوقه وتعيد إليه الثقة من جديد وتحيي فيه روح الاستمرارية والعطاء.
فلا يمكن الآن لأي صحراوي نكران وجود حراك متزايد في وقتنا الحاضر في وسط القاعدية الشعبية و مما لا يدع للشك انه سوف يظل في تزايد مستمر مادام لا يلغ تجاوب من لدن المسؤوليين والذي يرجع أساسا الى تغييب الاطارات المسؤولة لمبدأ النقد والنقد الذاتي داخل التنظيم أو النظام نفسه لأنه في حالة وصول الجمود درجة قصوى قد لا نستطيع معالجة قضايانا الداخلية بصورة تحافظ على أسس الدولة و المكاسب التى حققها الشعب وهذا ما لا نريده أن يحصل لأن الهدف في الأساس هو البناء و حصد مكاسب جديدة وليس التهديم وإعادة البناء من الصفر كما شهدناه في تجارب بعض البلدان في معالجتهم لمشاكلهم الداخلية.
نتمنى ان يخرج المؤتمر الثالث عشر للجبهة بقرارات حاسمة تشكل نقلة نوعية و تاريخية في مسار كفاح الشعب الصحراوي بحيث تدع في الحسبان التغيرات السياسية في المنطقة و الرغبة المتزايدة لدى القاعدة الشعبية في رؤية نظام متين يقودها, وقادر على تجسيد مطالب الاصلاح من داخل الجبهة الشعبية ويحافظ على تماسك الجسم الصحراوي في ظل الوحدة الوطنية و يدفع بالقضية الى الامام.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق