الوحدة

الأربعاء، 16 مارس 2011

الصحراء الغربية والعرب

إن المتتبع العربي لاحداث ومجريات الاوضاع القائمة في المنطقة العربية يمكنه ان يقدم لك اسباب خلفيات بعض الصراعات الداخلية في دولنا العربية ,و يستطيع ان يحلل المشاكل الخارجية والدوافع التى ادت اليها, هذا ان لم يكن قادرا على التفاعل و تقديم حللة لهذه القضايا من رؤيته الخاصة, ولكن هناك بعض القضايا المصيرية والعادلة التى سييست وقدمت للشارع العربي على غير حقيقتها هذا ان لم تغيب اساسا فأصبح المتتبع العربي ضحية ما تمليه عليه انظمته بعيدا عن الموضوعية و الشفافية في الطرح , وعلى رأس هذه القضايا , قضية الشعب الصحراوي الذي يدافع عن حقه في تقرير المصير والاستقلال منذ سنة1973 والتى قل ما تتناولها الدول العربية رغم كونها قضية شعب عربي .
ان القضية الصحراوية ليست بقضية حديثة النشأة انما هي قضية مدرجة في لوائح الامم المتحدة منذ1963 على ان هذا الشعب له الحق في تقرير المصير مثله مثل باقي الشعوب التى مارست حقها في تقرير المصير واخذت استقلالها عن طريقه, ولكن الذي منعهم من تقرير مصيرهم واراد خلق شرخ في شمال القارة الافريقية هو الاستعمار الاسباني وللأسف الشديد كان بمباركة من المغرب وموريتانيا المجاورين للشعب الصحراوي وان كانت هذه الاخيرة قد اتخذت موقف الحياد بعد ذلك . الاستعمار الاسباني مكث على قلوب الصحراويين لقرابة قرن من الزمن, ولما انتفض هذا الشعب وقاومه بالقوة وفرض عليه جمع حقائبه قرر التآمر على حقه, و الانتقام منه حيث جسد ذلك في اتفاقية مدريد الثلاثية ,عندما وجد ارض خصبة في المغرب المصاب بمرض حب التوسع وموريتانيا التى كانت تحاول حماية نفسها من هذا التوسع ليعرض عليهما تقسيم الارض مقابل اخذ حصة كبيرة من خيرات الصحراويين, وجاء هذا التآمر بعد سلسلة من الوعود الكاذبة التي وعد بها هذا الشعب باعطائه حقه في ممارسة حقه في تقرير المصير والتى توعد فيها امام الامم المتحدة مرات عدة دون الإيفاء بوعده, والتى تبقى مسؤولية تاريخية موضوعة على عاتق اسبانيا , بالأضافة الى تقرير محكمة العدل الدولية والذي كان واضح وداعما لحق تقرير المصير وذلك عندما بين جليا ان السيادة ملك للشعب الصحراوي, و ذلك بعد ان تقدمت المملكة المغربية والكيان الموريتاني انذاك بكل الوثائق والأدلة التى قالا بانها تدعم احقية كل منهما في الصحراء الغربية ,ثم تلاه قرار لجنة تقصي الحقائق الذي جاء سنة 1975 والذي حث على ضرورة اعطاء الشعب الصحراوي حرية الاختيار وكلمة الفصل. وهناك من اخواننا العرب من لا يعرف ان جبهة البوليساريو هي حركة تحرير معترف بها من طرف الامم المتحدة على انها هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الصحراوي منذ سنة 1979, والتى حملت على عاتقها مسؤولية التحرير واسترجاع حق هذا الشعب المسلوب حين تأسست سنة 1973, كما اعلنت عن قيام الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية سنة 1976 لتبين للعالم ان الدولة الصحراوية حقيقة لا رجعة فيها ,حيث اعترفت بالجمهورية اكثر من 80 دولة في العالم ,و اصبحت عضو في الاتحاد الافريقي و معظم هذه الدول من افريقيا وامريكا اللا تينية وبعض الدول العربية و التى اختارت غالبيتها الأصطفاف الى جانب المغرب و تجاهل قضية هذا الشعب العادلة.
فالشعب الصحراوي لم يرض بالوضع وهو يشاهد ارضه تقسم وهي التى اعطى من اجلها الغالي والنفيس وعلى من كانت تقسم ؟ تقسم على طرفين لم يدعموننا ولو بقطعة سلاح اثناء مقاومتنا ضد الاستعمار, فلذلك كان حتميا على جبهة البوليساريو الدفاع عن الوطن واعلان الحرب ضد الطرفين المغربي التوسعي من الشمال والموريتاني الدداهي من الجنوب حيث بدأ التركيز على موريتانيا الى ان تم التوصل الى اتفاق سلام سنة 1979 في الجزائر و الانسحاب من جنوب الصحراء الغربية ,و الذي تلاه بعد ذلك الاعتراف بالجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية سنة 1984 , وبقيت الحرب دائرة بين جبهة البوليساريو والنظام المغربي المحتل و الطامع في خيرات الشعب الصحراوي حتى تدخلت الامم المتحدة وتم الاتفاق على توقيف اطلاق النار سنة 1991 على اساس اجراء استفتاء حر يضمن للشعب الصحراوي تقرير مصيره بعد خمسة اشهر ,وهو المطلب الذي لم يتحقق حتى الان. والذي اصبح رهينة التلاعبات السياسية ولغة المصالح المبنية على البرجماتية النفعية التى تتبناها القوى العظمى في العالم والتى عادة ما تميل للأطراف القوية وتتجاهل الشرعية الدولية و تكيل بمكيالين للاطراف الضعيفة خاصة فرنسا التى تعتبر المغرب حارسها الشخصي في شمال افريقيا, وامريكا التى تراها حليفا من أيام الحرب الباردة و متعاون مخلص مع حلف النيتو,و بالاضافة الى كونه لا يجد حرجا في بناء علاقات وثيقة مع اسرائيل .

رغم كل هذه التحديات والصعوبات التى مرت بها و تمر بها حاليا القضية الصحراوية منذ اكثر من ثلاثة عقود والتخاذل العربي القديم الجديد وتقاعسه عن مناصرة حق هذا الشعب, والتى هي واجب عليه لكونه شعب عربي مسلم و يدافع عن قضية تصفية استعمار يدعمها المجتمع الدولي وكما نستثني بعض الدول التى بقيت وفية لنهجها ومناصرة للقضايا العادلة , فالشعب الصحراوي مازال وسيظل يكافح من اجل الانعتاق وبناء دولته على كامل وحدته الترابية التى لا تتجزأ مستمدا قوته من ايمانه بعدالة و مشروعية قضيته, ووفاء لنهج الشهداء الذين سقطوا دفاعا عن الكرامة وعزة هذا الشعب الأبي .

الأحد، 13 مارس 2011

تعليق على مقال حلّ أزمة "الصحراءالغربيّة" لا يأتي من أميركا!

أولا وقبل كل شيء انصح صاحب المقال بان يطلع اكثر على قضية الصحراء الغربية ,فقضية الشعب الصحراوي هي قضية تصفية استعمار مسجلة في لوائح الامم المتحدة منذ 1960وهي ارض متنازع عليها ولا توجد دولة في العالم تعترف للمغرب بسيادته على الصحراء الغربية فالسيادة اخي الفاضل ملك للشعب الصحراوي وحده والمفاوضات التى تحدثت عنها هي بين طرفي النزاع الرئيسيين وهما البوليساريو الممثل الشرعي والوحيد للصحراويين وتعترف الامم المتحدة بذلك والنظام المغربي الذي احتل الصحراويين 1975 وابادهم بقنابل النابالم والفسفور المحرمة دوليا ومازال يبطش الى حد الساعة اما تحدثك عن الجزائر فالجزائر معروفة بتاريخها الثوري والنضالي ووقوفها مع حركات التحرر في العالم ونحن الصحراويين نفتخر بدعم الجزائر لنا وليست الجزائر الوحيدة التى تدعمنا فنهاك الكثير من دول العالم تؤيدنا حيث هناك اكثر من 80 دولة اعترفت بالصحراء الغربية و من ضمنها الجمهورية الاسلامية الايرانية ,و الصحراء الغربية اخي هي عضو في الاتحاد الافريقي, ,ولمفاوضات جاءت بعد حرب دامت 17 سنة بين الصحراويين والنظام المغربي وبعد مرحلة توقيف اطلاق النار الموقعة بين الطرفين سنة 1991 على اساس اجراء استفتاء حر وعادل يضمن للصحراويين حقهم العادل في تقرير مصيرهم وليس على اي اساس اخر لتعرف ان الفضية ليست كما تناولتها واعتبرتها واما كلامك عن امريكا فلا اعرف من اي منطلق جاء فنحن الصحراويين نعاني من ظلم الغرب وحيفه ولولاه لأخذنا استقلالنا منذ الوهلة الاولى عندما ضحرنا اسبانيا وتامرت علينا في اتفاقية مدريد والصحراويين يناشدون من يقف مع الحق لا لغة المصالح ,واان كنت اخي تتحدث عن الوحدة فاقول لك الوحدة لا تاتي بالضم انما تاتي باحترام الاخر واستفاء حقه وفي الاخير انصحك بعدم التصرع والتاني في توجيه كلام تنقصه الدقة والاطلاع والذي في النهاية يصدر من منبر اعلامي كبير كالعالم والذي عرفوه الصحراويين بنزاهته وموضوعيته.

كيف نخوض الرهان ...؟

ان الاستمرارية في الرهان تتطلب وقوفا مع الذات و تمحيصا دقيقا خاليا من الشوائب وان الحكمة في التعامل مع المتغيرات توجب على المراهن ان يقف مع ذاته او انتمائه بعيدا عن اطار التشهير او المزايدات فالحلول تأتي من البيت وليس من بعيد .